كيف نتفادى الضغط الإجتماعي و تأثير الصناعات الغذائية 

الإنسان ليس وحده من يحدّد نوع نظامه الغذائي، وطريقة أكله، وحجم أطباقه، إنما يتعرّض يومياً لضغوط قويّة تحيطه معظم الوقت من دون الإنتباه لها ووضع حدّ لتأثيراتها

أشارت إختصاصية التغذية كريستال بدروسيان للجمهورية إلى وجود نوعين من الضغط يدفعان الشخص إلى أكل كمية أكبر أو اللجوء إلى أصناف غذائية غير محبّذة، هما المجتمع والمصانع الغذائية

وتحدّثت بدايةً عن تأثير الضغط الإجتماعي، فأوضحت أنّ قلائل هم الأشخاص الذين يستهلكون الطعام بمفردهم، فالأكل له طابع إجتماعي يكون مصاحباً بالتسلية، والإحتفالات، والمناسبات

لتفادي الضغط الإجتماعي خلال الدعوات، قدّمت بدروسيان ثلاث نصائح فعّالة

– تعلّم قول لا شكراً، أو شكراً لست جائعاً، وحرص الطرف الآخر على تفهّم ذلك والتأكّد أنّ رفض الأكل لا يعني بالضرورة أنّه غير لذيذ
– تحويل النظر والتفكير عن الأكل، وتفادي الوقوف بالقرب من مائدة الطعام
– التحلّي بالقدرة على مقاومة إغراءات الطعام، ولكن في حال فشلها يمكن تناول الأكل المرغوب ولكن بكمية صغيرة جداً لوضع حدّ للدمار

وسلّطت الضوء على الأشخاص الذين لا يستطيعون القول لا، فأفادت
عندما يذهب صديقان إلى المطعم، يجدون صعوبة شديدة في رفض طلب محيطهم، وقد أظهرت الأبحاث أنهم يخشون التسبب بالحزن للآخرين، وهم أكثر ميلاً إلى إستهلاك أطعمة لا يرغبون بها لإرضاء من حولهم، حتّى إذا لم يشعروا بالجوع، ويبالغون غالباً في الأكل

وتطرّقت بدروسيان إلى حالتين شائعتين يصعب غالباً التعامل معهما
عند رفض مشاركة الأكل مع مجموعة أصدقاء يطلبون بطاطا مقليّة، وبرغر، وصودا

دعوة ولدكم إلى منزل صديقه، حيث يُسمح له بتناول الكمية التي يريدها والنوعية التي يشتهيها

وشدّدت على ضرورة عدم التأثّر في محيطكم، إنما تحديد أهدافكم والإلتزام بها، والتركيز على ما تريدون وليس ما يريده غيركم، وعدم السماح للمجتمع بتغييركم

وعن تأثير الصناعات الغذائية، علّقت: إزدادت البدانة بشكل كبير منذ عام 1980 بسبب تغيّر طريقة الأكل والإتجاه نحو الغذاء الأميركي، ما سمح للمصانع الغذائية بتحقيق نجاح كامل وشامل. أصبح الغذاء السيّء العالي السعرات الحرارية منتشر أينما كان وبكلفة ضئيلة، كما أنّ الصناعات الغذائية تركّز خصوصاً على الأولاد فتتحكّم فيهم منذ صغرهم لدفعهم إلى إستهلاك أطعمة غير صحّية، لدرجة أنّهم باتوا يعتقدون     أنّ هذا الأمر يشكّل جزءاً أساسياً من ثقافتهم                                                                                                                     شجّعت بدروسيان أخيراً على رفع كلفة المأكولات السيّئة كي ينخفض الطلب عليها، فتنظّم أصول تحضير الأطباق في المطاعم، وتُجبرها على تدوين كلّ مكوّنات وجباتها مع سعراتها الحرارية، وتنظّم حجم الأطباق وتمنع الحصص السوبر كبيرة، وتخفّض التسويق للوجبات السريعة، وتفرض رقابة على الإعلانات التلفزيونية وتُلزمها بوضع رسائل صحّية مثل الحرص على خفض كمية السكر والملح، وممارسة الرياضة يومياً، من دون نسيان الدور المهمّ للأهل والمدرسة لتخطّي هذا التأثير الصناعي الخطير الموجود

www.aljoumhouria.com   لمعلومات أكثر زوروا